User:AL-Gaoudi/sandbox

أهمية حفظ وتوثيق الأثار والتراث الثقافى فى ظل التغيرات المناخية

رغم أن العالم يواجه منذ سنوات تقلبات مناخية بسبب أزمة "الاحتباس الحراري" التي تعاني منها الكرة الأرضية نتيجة الثورة الصناعية، والتي زادت من انبعاثات الغازات الضارة في الغلاف الجوي، إلا أن تداعيات وانعكاسات تلك الأزمة في تزايد مستمر، ما بات يُهدد استدامة الثروات الطبيعية لاسيما غير المُتجدد منها، واهمها الاثار والتراث الثقافى وكذلك مستقبل معظم الكائنات الحية على سطح الأرض بسبب الكوارث الطبيعية وانتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عنه. و تعتبر مصر على وجه الخصوص، ونتيجة لوقوع أغلب أراضيها في مساحات صحراوية وشبه جافة؛ تُعتبر من بين أكثر الدول تضررًا من التأثيرات السلبية للتقلبات المناخية. وتواجه الاثار والمواقع التاريخية فى مصر تهديدات متزايدة من قسوة الطقس وارتفاع منسوب البحار .ولان تغير المناخ لا يحترم الحدود ولا يحترم الحالة الاجتماعية للبشر وهو ما يطلق علية التحديات العالمية. فعلى سبيل المثال التغيرات الطارئة على دورة هطول الأمطار وموجات الجفاف والرطوبة ومستويات المياة الجوفية وارتفاع درجات الحرارة وظاهرة ذوبان الأرض الدائمة التجمد فى المناطق القطبية الشمالية وفى المقابل ارتفاع مستوى سطح البحار كلها عوامل ذات تبعات خطيرة جدا على أثارنا وتراثنا الثقافى. ان توثيق التراث ، ومن ثم ترميمه وصيانته تتطلب تضافر جهود كلا من العاملين فى الموقع الميدانى بالمواقع الأثرية والعاملين بالبحث العلمى والدراسة الاكاديمية ، فكلاهما يجب أن يقدم امكانياته للاخر للوصول لافضل اسلوب توثيق ومن ثم ترميم للحفاظ على الأثر.

التوثيق العلمى للمقتنيات الاثرية والثقافية, تعريفه، أهميته وأساليبه التقليدية والحديثة

التوثيق العلمى يعرف بأنه هو التسجيل والحصول على كل المعلومات الثابتة المتاحة المتعلقة بالقطعة الأثرية بما في ذلك خصائصها الطبيعية، تاريخها، توصيفها، أبعادها، أشكال الزخارف التي يحتوي عليها، المشاكل التي تعاني منها وكيفية معالجة هذه المشاكل. والتوثيق العلمى للمقتنيات المتحفية له أهمية قصوى سواء فيما يخص المقتنيات المعروضة أو المخزنة أوالتى تخضع لعمليات الترميم والصيانة للعديد من الأسباب التالية: 1.حصر ما بداخل المتاحف من القطع الأثرية والتعرف على ماهيتها وتحديد أماكن تواجدها.

2.معرفة هل فقدت قطعة من القطع  الأثرية المحفوظة بالمتحف.

3. ثبات ملكية القطع مما يساعد على الحد من عمليات تهريب الآثار والإتجار غير المشروع فيها.

4. استحداث وإستيفاء معلومات عن المقتنيات الأثرية (نص غير مترجم ،أبعاد غير محددة

5.توفير قاعدة بيانات يمكن الإستفادة منها في إعداد سيناريوهات العرض المتحفي للمتاحف الجديدة المزمع إنشاؤها أو في حالة تجديد العرض المتحفي لمتحف قائم بالفعل وكذا يمكن الإستفادة من تلك القاعدة المعلوماتية في اختيار القطع الأثرية الخاصة بالمعارض سواء الداخلية أو الخارجية .

6.يعد توثيق وتسجيل الآثار هو الوسيلة الوحيدة لعمل سجل للآثار يمكن الرجوع إليه في حالة تدمير أو فقدان تلك الآثار نتيجة للحروب أو لعمليات إرهابية. ومثال ذلك على المستوى المحلي (متحف ملوي بمحافظة المنيا بجمهورية مصر العربية) في حالة عدم وجود سجلات لمتحف ملوي لن يكون هناك وسيلة لإستعادة ما تم فقده من آثار. وينطبق نفس الأمر على الصعيد العالمي على آثار متحف العراق التي تم تدميرها أثناء الحرب ونهبها وسلبها حيث أن تسجيل وتوثيق هذه الآثار هو السبيل الوحيد لإستعادة ما تبقى منها دون تدمير, كما أنه هو المرجع الوحيد المتبقي لما تم تدميره من آثار. وينطبق الأمر ذاته أيضًا على الكوارث الطبيعية التي قد تلحق ضررًا بالآثار، لذلك لا بد من التسجيل والتوثيق العلمي الدقيق.

7.يعتبر التوثيق والتسجيل العلمي للقطعة الأثرية هو أول مراحل الترميم السليم حيث أنه خطوة هامة تسبق غيرها من مراحل الترميم, وهي تعني تسجيل وتوثيق كل ما يخص الأثر المراد ترميمه بداية من تاريخ الأثر وأهميته الفنية والتاريخية وأبعاده وأشكال الزخارف التي يحتويها, وكذلك ما يعاني منه الأثر من مظاهر تلف مختلفة وطريقة العلاج المقترحة. لذا فإن التوثيق والتسجيل العلمي له أهمية قصوى لأخصائى الترميم حيث أنه:

(1) يساعده فى تحديد مظاهر و درجة وأماكن التلف, مما يساعد فى سرعة إجراء عمليات الصيانة .

(2) وضع استراتيجية الصيانة والحماية الدائمة للأثر.

(3) مساعدة اخصائى الترميم والصيانة على القيام بدور الصيانة الوقائية، حيث أن التلف الناتج عن عوامل التلف الغير منتظمة يمكن معالجتها بسهولة أكثر فى مراحله الأولى. لذا فان تسجيل التلف فى بدايته والصيانة الدورية للأثر تقدم معلومات هامة توضح الحاجة لعمل صيانة وقائية مبكرة وتساعد على وضع خطة العلاج المناسبة للأثر.

(4) توثيق أعمال الصيانة الناجحة وغير الناجحة, حيث أن توثيق أعمال الصيانة غير الناجحة لها نفس أهمية توثيق العمل الناجح, وذلك لتجنب إعادة استخدام الطرق أو المواد التي ثبت عدم فاعليتها.(5) عمليات التوثيق والتسجيل العلمية التي تتم قبل وأثناء وبعد المعالجة للأثر وترميمه تعتبر مرجعًا عند النشر العلمي للأثر. كما يعد التوثيق حماية لأخصائى الترميم عن أداؤه في عمليات الترميم والصيانة.

الطرق التقليدية للتسجيل والتوثيق العلمى

من الطرق الشائعة الإستخدام لتوثيق أعمال الصيانة والترميم للقطع الأثرية طريقتان هما: الطريقة النصية والطريقة المرئية, وكلاهما يمكن أن يكون في عدة أشكال وعادة ما يستخدموا جنبا إلى جنب. وأختيار الطرق التي يتم توثيق العمل بها ترجع لتقدير أخصائى الترميم والتى تقوم على أساس حالة القطعة التى يعمل بها.

وهناك نوعان من الشكل الذى يمكن كتابة الوثائق النصية به أثناء عملية تسجيل اعمال الصيانة، النص الحر أى التوثيق بالكتابة بأسلوب مقالى أو فى شكل قائمة فحصية مختصرة   Check list Abbreviation،  وكلاهما له مزاياه وعيوبه, ويمكن إستخدامهما مجتمعين أو كلٌ على حدى. ويعتبر الجمع بين الأسلوبين فى التوثيق هو الأدق والأفضل. وطريقة التوثيق بكتابة التقارير ليس متفق عليها عالمياً, ولا يتم الإلتفات إليها دائماً, على الرغم من كونها من الأمور الهامة جداً بالنسبة لأخصائيي الترميم والصيانة. والتوثيق الجيد هو الذى يجب أن يحكى قصة كاملة عن القطعة الأثرية منذ لحظة اكتشافها, والمراحل التى مرت بها قبل وصولها إلى المتحف أو المخزن الأثرى, وأثناء وجودها بمعمل الترميم،  ويجب أن يمد التوثيق كلاً من الباحث وأمين المتحف وأخصائى الترميم فى المستقبل بأكبر قدر من المعلومات عن القطعة الأثرية بقدر الامكان.

الطريقة الأخرى لتوثيق حالة  القطعة الأثرية ومراحل علاجها وصيانتها, هى التوثيق  بصرياً أو مرئياً ، ويعتبر التصوير الفوتوغرافي من أهم هذه الطرق، و هو واحد من أكثر الطرق فاعلية، ويتم فيه إستخدام الكاميرات والعدسات المختلفة لتصوير الأثر بكل محتوياته وأبعاده، ويعطي صوره مقربه تفصيليه للأثر من جميع الجوانب والأجزاء التي يظهر بها التلف, ويتم الإستعانة بتلك الصور في عمليات الترميم. ويستمر التسجيل الفوتوغرافي في كل المراحل قبل وأثناء وبعد عمليات الترميم. وتستخدم الكاميرات الرقمية digital- camera والتي يتم توصيلها بأجهزة كمبيوتر لتعطي تصور كامل للأثر. وهناك نوع آخر من الوثائق البصرية هو التوثيق بالرسومات التوضيحية, والتي عادة ما تكون مرسومة بمقياس الرسم1:1 .وهذه الرسوم التوضيحية يمكن استخدامها مفردة أو لإستكمال التصوير الفوتوغرافي, وتستخدم عادة لتوضيح المعلومات التى يصعب الحصول عليها من الصور الفوتوغرافية. على سبيل المثال الأماكن التى تم ترميمها بالخياطة فى النسيج الأثرى ، واختلاف نوع وسمك الخيوط المستخدمة وتفاصيل أخرى مثل موقع ومدى التلف المفصل في تقرير الحالة أو العلاج.  ويتم التوثيق بالرسومات التوضيحية على أفرخ من البولى ايثلين بواسطة أقلام الفلومستر. والرسوم التوضيحية قد تكون لكامل القطعة الأثرية أو لإجزاء مفصلة فيها, ويمكن إرفاقها مع صور فوتوغرافية عامة ومفصلة. وعادة ما تعتبر الرسوم التوضيحية مفيدة لتوثيق حالة القطعة  قبل العلاج أكثر من استخدامها فى التوثيق بعد العلاج حيث عادة ما يستخدم أخصائى الترميم التوثيق بالتصويرالفوتوغرافى بعد العلاج.

أهم الطرق الحديثة للتسجيل والتوثيق العلمى للاثار

• التوثيق ببرامج الكمبيوتر الحديثة ( برنامج الرسم الهندسى   Auto CAD& Adobe illustrator))
• التصوير بالأشعة السينية X- ray Radiography
• 1.       الفحص بالأشعة المقطعية  CT Scan   
• التصوير بالأشعة تحت الحمراء IR
• التصوير بالأشعة فوق البنفسجي UV
• 1.       التسجيل بالليزر ثلاثي الأبعاد :3D Laser Scanning